للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جواز مدح الإنسان نفسه عند الحاجة والضرورة

قال تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٦٦) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٧) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف: ٦٦ - ٦٨]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (فإن قيل: مدح الذات بأعظم صفات المدح غير لائق بالعقلاء؟

أجيب: بأنه فعَل هود ذلك؛ لأنه كان يجب عليه إعلام قومه بذلك، ومقصوده الرد عليهم في قولهم: {وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} فوصف نفسه بالأمانة، وأنه أمين في تبليغ ما أرسل به من عند الله، وفيه دليل على جواز مدح الإنسان نفسه في موضع الضرورة إلى مدحها). (١)

وجه الاستنباط:

الاقتداء بالأنبياء عليهم السلام في أفعالهم، حيث وصف نبيُ الله هود نفسه بصفتين عظيمتين هما: النصح والأمانة لحاجته لذلك المدح في ذلك المقام.

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على جواز مدح الإنسان نفسه عند الحاجة والضرورة، فقول هود عليه السلام لقومه: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} جاء رداً عليهم في قولهم {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} فجاء


(١) السراج المنير (١/ ٥٦٠)

<<  <   >  >>