قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (فإن قيل: مدح الذات بأعظم صفات المدح غير لائق بالعقلاء؟
أجيب: بأنه فعَل هود ذلك؛ لأنه كان يجب عليه إعلام قومه بذلك، ومقصوده الرد عليهم في قولهم:{وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} فوصف نفسه بالأمانة، وأنه أمين في تبليغ ما أرسل به من عند الله، وفيه دليل على جواز مدح الإنسان نفسه في موضع الضرورة إلى مدحها). (١)
وجه الاستنباط:
الاقتداء بالأنبياء عليهم السلام في أفعالهم، حيث وصف نبيُ الله هود نفسه بصفتين عظيمتين هما: النصح والأمانة لحاجته لذلك المدح في ذلك المقام.
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على جواز مدح الإنسان نفسه عند الحاجة والضرورة، فقول هود عليه السلام لقومه:{وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} جاء رداً عليهم في قولهم {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} فجاء