للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناصر على الحقيقة، وليست الملائكة إلا سبباً من أسباب النصر التي سبّبها الله لهم،، فذكّرهم ما يُوجب عليهم التوكل مما يسّر لهم من الفتح يوم بدر وهم في حال قلة وذلة. (١)

حكى هذا المعنى المستنبط من الآية: الطبري، والواحدي، والبغوي، والزمخشري، والرازي، والبيضاوي، والخازن، والنيسابوري، والشوكاني، والقاسمي، والسعدي، وغيرهم. (٢)

وهذا ما عليه أهل السنة في وجوب الاعتماد على الله مسبب الأسباب سبحانه، وعدم التعويل على الأسباب وحدها. (٣)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فمن فهم معنى قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} عرف أنه لا يعين على العبادة الإعانة المطلقة إلا الله وحده، وأنه يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه، وكذلك الاستغاثة لا تكون إلا بالله، والتوكل لا يكون إلا عليه، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} فالنصر المطلق - وهو خلق ما يغلب به العدو - لا يقدر عليه إلا الله). (٤)


(١) ينظر: الكشاف ٢/ ٢٠٢. وفتح القدير ٢/ ٣٣١،
(٢) ينظر: جامع البيان ٧/ ١٩٠، والتفسير الوسيط ١/ ٤٩٠، ومعالم التنزيل ١/ ٥٠٣، والكشاف ٢/ ٢٠٢، والتفسير الكبير ٨/ ٣٥٤، وأنوار التنزيل ٣/ ٥٢، ولباب التأويل ١/ ٢٩٤، وغرائب القرآن ٢/ ٢٥٣، وفتح القدير ٢/ ٣٣١، ومحاسن التأويل ٥/ ٢٦٣، وتيسير الكريم الرحمن ١/ ١٤٦.
(٣) قال الطحاوي: (الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد! ومحو الأسباب أن تكون أسباباً، نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع. ومعنى التوكل والرجاء، يتألف من وجوب التوحيد والعقل والشرع.). شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ٢/ ٦٨٠.
(٤) مجموع الفتاوى (٨/ ١٧٥)، وينظر: مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية لمحمد رشيد رضا (١/ ٢٤)

<<  <   >  >>