للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وافق جمهورالمفسرين الخطيب في استنباط هذه الدلالة من الآية منهم: الشافعي، والجصّاص، والكيا الهراسي، والقشيري، والقرطبي، والبيضاوي، وابن جزي، والنيسابوري، والسيوطي، وأبو السعود، وحقي، وابن عاشور، والسعدي، وغيرهم. (١)

قال القرطبي: (هذه الآية أصل في وجوب طلب العلم، لأن المعنى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة والنبي صلى الله عليه وسلم مقيم لا ينفر فيتركوه وحده .. ، ثم قال: وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة، وأنه على الكفاية دون الأعيان). (٢)

وقد يكون طلب العلم فرض عين على المسلم إذا كان يتوقف عليه معرفة عبادة تلزمه (٣)، أما ما عدا ذلك من العلم فهو فرض كفاية. وبهذا يظهر صحة استنباط الخطيب، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: تفسير الإمام الشافعي (٢/ ٩٦٢)، وأحكام القرآن للجصاص (٤/ ٣٧٣)، وأحكام القرآن للكيا الهراسي (٤/ ٢٢١)، ولطائف الإشارات للقشيري (٢/ ٧٣)، والجامع لأحكام القرآن (٨/ ٢٩٣)، وأنوار التنزيل (٣/ ١٠٢)، والتسهيل (١/ ٣٥٠)، وغرائب القرآن (٣/ ٥٤٨)، والإكليل (١/ ١٤٥)، وإرشاد العقل السليم (٤/ ١١٢)، وروح البيان (٣/ ٥٣٥)، والتحرير والتنوير (١١/ ٦١)، والقواعد الحسان لتفسير القرآن للسعدي (١/ ١٣٩).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (٨/ ٢٩٣).
(٣) ينظر: جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (١/ ٥٦)، وينظر: فتاوى الشيخ العثيمين، كتاب العلم، ص ٢٣.

<<  <   >  >>