للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حجراً بهذه الحجة في موضع آخر، وهو قوله: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [المؤمنون: ٦٩]. (١)

فمثل هذا الكتاب العظيم المشتمل على علوم الأولين والآخرين المعجز للثقلين عن معارضته إذا جاء على يد من لم يتعلم ولم يُطالع كتاباً، يُعلم بالضرورة أنه لا يكون إلا على سبيل الوحي والتنزيل. (٢)

قال الزجاج مؤيداً هذه الدلالة: (قد لبثت فيكم من قبل أن يوحى إلي، لا أتلو كتاباً، ولا أخطه بيميني، وهذا دليل على أنه أوحي إلي؛ إذ كنتم تعرفونني بينكم، نشأت لا أقرأ كتاباً، وإخباري إياكم أقاصيص الأولين من غير كتاب ولا تلقين، يدل على أن ما أتيتُ به من عند الله وحي.) (٣)

وممن استنبط هذه الإشارة من الآية: الزجاج، والرازي، والبيضاوي، والنسفي، والخازن، وأبو حيان، وابن كثير، والنيسابوري، وأبو السعود، والشوكاني، والألوسي، والسعدي، وابن عاشور، والشنقيطي، وغيرهم. (٤)

وهي دلالة صحيحة قوية الظهور، ولو أعمَل هؤلاء الضالّون عقولهم، وتدبّروا حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال هذا الكتاب، لجزموا جزماً لا يقبل الشك بصدقه، وأنه الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: أضواء البيان للشنقيطي (٢/ ١٥٣).
(٢) ينظر: التفسير الكبير للرازي (١٧/ ٢٢٥)، وغرائب القرآن للنيسابوري (٣/ ٥٦٩)
(٣) معاني القرآن وإعرابه (٣/ ١١)
(٤) ينظر: معاني القرآن وإعرابه (٣/ ١١)، والتفسير الكبير (١٧/ ٢٢٥)، وأنوار التنزيل (٣/ ١٠٨)، ومدارك التنزيل (٢/ ١٢)، ولباب التأويل (٢/ ٤٣٣)، والبحر المحيط (٦/ ٢٥)، وتفسير القرآن العظيم (٤/ ٢٥٣)، وغرائب القرآن (٣/ ٥٦٩)، وإرشاد العقل السليم (٤/ ١٣٠)، وفتح القدير (٢/ ٤٩٠)، وروح المعاني (٦/ ٨١)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٣٥٩)، والتحرير والتنوير (١١/ ١٢١)، وأضواء البيان (٢/ ١٥٣).

<<  <   >  >>