للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذا يظهر صحة دلالة هذه الآية على استنباط الخطيب، والله تعالى أعلم.

الفائدة الثانية:

الإشارة إلى استحقاق (عاد) للبُعد بسبب ما جرى بينهم وبين هود.

الدراسة:

استنبط الخطيب من عطف البيان في الآية دلالتها باللازم على فائدة أخرى وهي الإشارة إلى استحقاق (عاد) للبعد بسبب ما جرى بينهم وبين هود، وهي إشارة لطيفة.

قال القاسمي: (قوله {قَوْمِ هُودٍ} عطف بيان لـ (عاد) فائدته: النسبة بذكره عليه السلام، الذي إنما استحقوا الهلاك بسببه، كأنه قيل: عاد قوم هود الذي كذبوه. وتناسب الآي بذلك أيضاً فإن قبلها {وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [هود: ٥٩]. وقبل ذلك (حفيظ) و (غليظ)، وغير ذلك مما هو على وزن (فعيل) المناسب لـ (فعول) في القوافي، والله أعلم.) (١)

وقال ابن عاشور: (فائدة ذكره الإيماء إلى أن له أثراً في الذم بإعراضهم عن طاعة رسولهم، فيكون تعريضاً بالمشركين من العرب). (٢)


(١) محاسن التأويل (٦/ ١١١)
(٢) التحرير والتنوير (١٢/ ١٠٧)

<<  <   >  >>