للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعل الصحيح - والله تعالى أعلم - أنهما عادان، لما أخرجه البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا. (١)

قال ابن حجر (٢) عند هذا الحديث: (ظاهر هذا أن الذين عُذّبوا بالريح غير الذين قالوا ذلك ... إلى أن قال: وهذا يحتمل لقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى}، فإنه يشعر بأن ثم عاد أخرى، وقد أخرج قصة عاد الثانية الإمام أحمد بإسناد حسن (٣) .. وبعد أن ذكر محل الشاهد من الحديث قال ابن حجر: (والظاهر أنه في قصة عاد الأخيرة لذكر مكة فيه). (٤)

وقال الشوكاني: (قال ابن إسحاق (٥): هما عادان، فالأولى أهلكت بالصرصر، والأخرى أهلكت بالصيحة). (٦)


(١) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} [الأحقاف: ٢٤]، برقم (٤٨٢٩)، (٦/ ١٣٤)
(٢) هو: أحمد بن علي بن محمد الشهير بابن حجر العسقلاني الشافعي، أبو الفضل شهاب الدين، إمام الحفاظ في عصره، برع في الحديث، وتقدم في جميع فنونه، وصنف التصانيف التي عم النفع بها، من مصنفاته: (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، و (تهذيب التهذيب)، و (لسان الميزان)، و (الإصابة في تمييز الصحابة) وغيرها كثير، توفي سنة ٨٥٢ هـ. ينظر: طبقات الحفاظ للسيوطي ص ٥٩٧، وشذرات الذهب ٧/ ٤٠٧.
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٢٥/ ٣٠٦) في حديث الحارث بن حسان البكري رقم (١٥٩٥٤).
(٤) فتح الباري (٨/ ٥٧٨)
(٥) هو: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار المطلبي، مولاهم، المدني، العلامة الحافظ الأخباري أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله القرشي، صاحب السيرة النبوية، توفي سنة: ١٥١ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (٧/ ٣٤)
(٦) فتح القدير (٥/ ١٤١)، وينظر: الجامع لأحكام القرآن (١٧/ ١٢٠)، وتاريخ الطبري (١/ ٢١٩) والكامل في التاريخ لابن الأثير (١/ ٨٠)، والبداية والنهاية لابن كثير (١/ ١٤٩)

<<  <   >  >>