للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نصَّ القرطبي على هذه الفائدة من الآية فقال: (هذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت، فدلَّ هذا على أن أزواج الأنبياء من أهل البيت، فعائشة رضي الله عنها وغيرها من جملة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ممن قال الله فيهم: {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.) (١)

وممن وافق الخطيب أيضاً في استنباط هذه الفائدة: الجصاص، والسمعاني، والبغوي، وابن عطية، والخازن، وأبو حيان، والألوسي والشنقيطي، وغيرهم. (٢)

قال أبو حيان: (وخطاب الملائكة إياها بقولهم: أهل البيت، دليل على اندراج الزوجة في أهل البيت، وقد دَّل على ذلك أيضاً في سورة الأحزاب.) (٣)

وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة (٤)، هم أزواجه وذريته، وبنو هاشم، وبنو عبد المطلب على الصحيح (٥)، وهي دلالة قوية ظاهرة، والله تعالى أعلم.


(١) الجامع لأحكام القرآن (٩/ ٧١)
(٢) ينظر: أحكام القرآن (٤/ ٣٧٨)، وتفسير السمعاني (٢/ ٤٤٤)، ومعالم التنزيل (٢/ ٤٥٧)، والمحرر الوجيز (٣/ ١٩١)، ولباب التأويل (٢/ ٤٩٤)، والبحر المحيط (٦/ ١٨٤)، وروح المعاني (٦/ ٢٩٨)، وأضواء البيان (٦/ ٢٣٧)
(٣) البحر المحيط (٦/ ١٨٤)
(٤) خلافاً للرافضة إذ لا يعدون الزوجة من أهل بيت زوجها. قال الألوسي: (واستُدل بالآية على دخول الزوجة في أهل البيت، وهو الذي ذهب إليه السنيون، ويؤيده ما في سورة الأحزاب، وخالف في ذلك الشيعة فقالوا: لا تدخل إلا إذا كانت قريب الزوج ومِن نسبه، فإن المراد من البيت بيت النسب لا بيت الطين والخشب، ودخول سارة رضي الله تعالى عنها هنا لأنها بنت عمه، وكأنهم حملوا البيت على الشرف كما هو أحد معانيه .. إلى أن قال: ثم خصوا الشرف بالشرف النسبي، وإلا فالبيت بمعنى النسب مما لم يشع عند اللغويين، ولعل الذي دعاهم لذلك بغضهم لعائشة رضي الله تعالى عنها فراموا إخراجها من حكم {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: ٣٣].) روح المعاني (٦/ ٢٩٨)
(٥) ينظر: فصل المقال في تعريف الآل ليحيى الشريف ص ٢٢

<<  <   >  >>