قال الله تعالى:{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}[هود: ١٠٠]
قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: ({نَقُصُّهُ عَلَيْكَ} أي: نخبرك به يا محمد خبراً بعد خبر، وفائدة ذكر هذه القصص على النبيّ صلى الله عليه وسلم ليعلم السامع أنّ المؤمن يخرج من الدنيا مع الثناء الجميل في الدنيا، والثواب الجزيل في الآخرة، وأنّ الكافر يخرج مع اللعنة في الدنيا، والعقاب في الآخرة، وإذا تكرّرت هذه الأقاصيص على السمع، فلا بدّ وأن يلين القلب، وتخضع النفس، وتزول العداوة، ويحصل في القلب خوف يحمله على النظر والاستدلال (١). وفي إخباره صلى الله عليه وسلم بهذه القصص
(١) قوله (خوف يحمله على النظر والاستدلال) هو على مذهبه الأشعري. حيث أن أول واجب عند الأشاعرة هو النظر، فإذا بلغ المكلف سن التكليف وجب عليه النظر ثم الإيمان،. ينظر: منهج الأشاعرة في العقيدة (١/ ٨٠)