(٢) في قوله تعالى {وَمَنْ صَلَحَ} قولان: الأول: قال ابن عباس: يريد من صدَّق بما صدَّقوا به وإن لم يعمل مثل أعمالهم، وقال الزجاج: بين تعالى أن الأنساب لا تنفع إذا لم يحصل معها أعمال صالحة بل الآباء والأزواج والذريات لا يدخلون الجنة إلا بالأعمال الصالحة. قال الواحدي - كما نسبه إليه الرازي-: والصحيح ما قال ابن عباس، لأن الله تعالى جعل من ثواب المطيع سروره بحضور أهله معه في الجنة، وذلك يدل على أنهم يدخلونها كرامة للمطيع الآتي بالأعمال الصالحة، ولو دخلوها بأعمالهم الصالحة لم يكن في ذلك كرامة للمطيع ولا فائدة في الوعد به، إذ كل من كان مُصلحاً في عمله فهو يدخل الجنة. ينظر: التفسير الوسيط (٣/ ١٤)، وجامع البيان (١٦/ ٤٢٤)، ومعاني القرآن وإعرابه (٣/ ١٤٧)، والتفسير الكبير (١٩/ ٣٦).