للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعناه: إذا حلفتم، بدليل قوله تعالى: {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: ٩١]. (١)

وقال ابن عطية: («عهد الله» لفظ عام لجميع ما يعقد باللسان ويلتزمه الإنسان من بيع أو صلة أو مواثقة في أمر موافق للديانة، وبالجملة كل ما كان طاعة بين العاهد وبين ربه، كان فيه نفع للغير أو لم يكن، وقوله {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ} خصَّ في هذه الألفاظ العهود التي تقترن بها أيمان، اهتماماً بها وتنبيهاً عليها). (٢)

وعليه فدلالة الآية على أن العهد ليس بيمين كما قال الخطيب لا تظهر كل الظهور، بل الأقوى والأقرب أن العهد يمين كما تقدم.

قال ابن قدامة: (إذا حلف بالعهد أو قال: عهد الله وكفالته، فذلك يمين يجب تكفيرها إذا حنث فيها.) (٣) والله تعالى أعلم.


(١) المبسوط للسرخسي (٧/ ٢٣)
(٢) المحرر الوجيز (٣/ ٤١٧)
(٣) المغني (٩/ ٥٠٦) وينظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (٥/ ٥٥٢).

<<  <   >  >>