للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الأرض بمشيك، فقصرك نفسك على ما يوجبه الحق من المشي والتصرف أولى وأحق. (١)

وممن استنبط هذه الإشارة من الآية موافقاً الخطيب: ابن عطية، والرازي، والقرطبي، وابن جزي، والشوكاني، والألوسي، وابن عاشور، والشنقيطي، وغيرهم. (٢)

قال الألوسي مقرراً هذا الاستنباط: (فيه تهكم بالمختال، أي: إنك لن تقدر أن تجعل فيها خرقاً بدوسك وشدة وطأتك، ولن تبلغ الجبال التي عليها طولا بتعاظمك ومد قامتك، فأين أنت والتكبر عليها؟ .. فأنت أضعف من كل واحد من هذين الجمادين، فكيف يليق بك التكبر، وقال بعض المحققين: مآل النهي والتعليل لا تفعل ذلك، فإنه لا جدوى فيه (٣)، وهو وجه حسن.) (٤)

فجاءت إشارة هذه الآية إلى حرمة الخيلاء والكِبر؛ وأن الإنسان لا ينال بكبره وبطره شيئاً كمن يريد خرق الأرض، ومطاولة الجبال لا يحصل على شيء، وهو استنباط ظاهرقوي، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: المحرر الوجيز لابن عطية (٣/ ٤٥٧)
(٢) ينظر: المرجع السابق، والتفسير الكبير (٢٠/ ٣٤٢)، الجامع لأحكام القرآن (١٠/ ٢٦١)، والتسهيل (١/ ٤٤٦)، وفتح القدير (٣/ ٢٧١)، وروح المعاني (٨/ ٧٣)، والتحرير والتنوير (١٥/ ١٠٣)، وأضواء البيان (٣/ ١٥٦).
(٣) ينظر: المرجع السابق
(٤) روح المعاني (٨/ ٧٣).

<<  <   >  >>