للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}. (١)

قال شيخ الإسلام: (التغليس أفضل إذا لم يكن ثمَّ سبب يقتضي التأخير، فإن الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين أنه كان يُغلِّس بصلاة الفجر). (٢)

والقول الثاني: أن الإسفار بها أفضل (٣)، وهو مخالف لما كان صلى الله عليه وسلم يفعله من المداومة على التغليس، وأيضا فإن فيه تفويت شهود ملائكة الليل. (٤)

وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان أنهم كانوا يُغلِّسون، ومُحال أن يتركوا الأفضل ويأتوا الدون، وهم النهاية في إتيان الفضائل (٥).

وعليه فالتغليس بالفجر أفضل، وهو فعله صلى الله عليه وسلم حتى مات، وفعل الخلفاء الراشدين بعده، واستنباطه من الآية ملحظ دقيق لطيف، من لطائف الإشارات عند الخطيب، والله تعالى أعلم.


(١) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب: قوله {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} برقم (٤٧١٧)، (٦/ ٨٦)
(٢) مجموع الفتاوى (٢٢/ ٩٥)
(٣) وبه قال أبو حنيفة وأصحابه. ينظر: المبسوط ١/ ١٤٥، والبحر الرائق ١/ ٢٦٠، وبدائع الصنائع ١/ ١٢٤
(٤) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٠/ ٣٠٧)
(٥) التمهيد لابن عبد البر ٤/ ٣٤٠، وينظر: المغني لابن قدامة ١/ ٢٣٧، وتحفة الأحوذي للمباركفوري ١/ ٤٠٣، وينظر: ينظر: تحفة الأخيار في الأفضل التغليس أو الإسفار لأبي عبد الله محمد بن المصطفى الأنصاري ص ٢٠.

<<  <   >  >>