للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدلالة الثانية:

التنبيه على استشهاد يحي عليه السلام.

وجه الاستنباط:

أنه تعالى قال في ختام الآية: {وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}، والحال وصفٌ لصاحبها، فدلَّ على كونه من الشهداء لأنهم أحياء.

الدراسة:

استنبط الخطيب بدلالة اللازم من قوله تعالى: {حَيًّا} التنبيه على استشهاد يحي - عليه السلام – لأنه قُتل لبغي من بغايا بني إسرائيل (١)، والشهداء كما أخبر الله عنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

وممن نصَّ على هذه الدلالة من الآية: الرازي، وأبو حيان، والنيسابوري، والألوسي، وغيرهم. (٢)

وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان زكريا وابنه يحيى عليهما السلام قد قُتلا أو ماتا. (٣)

وذكر الطبري أن فساد بني إسرائيل الأول كان بقتل زكريا، وأن فسادهم


(١) ينظر: البداية والنهاية لابن كثير (٢/ ٤١١)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٢١/ ٥١٨)، والبحر المحيط (٧/ ٢٤٦)، وغرائب القرآن (٤/ ٤٧٣)، وروح المعاني (٨/ ٣٩٣)
(٣) ذكر ذلك ابن كثير عن وهب بن منبه، وقد وردت عدة آثار عن الصحابة والتابعين في قتلهما ذكرها الطبري وابن كثير، والظاهر أنها مأخوذة من أهل الكتاب، ومن أصحها ما روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها: لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست. ينظر: البداية والنهاية (٢/ ٤١١) وما بعدها

<<  <   >  >>