للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخول صاحب الكبيرة الجنة.

قال الله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم ٦٣].

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (فإن قيل: الفاسق المرتكب للكبائر لم يوصف بذلك الوصف فلا يدخلها؟

أجيب: بأن الآية تدل على أن الجنة يدخلها المتقي وليس فيها دلالة على أن غير المتقي لا يدخلها، وأيضاً صاحب الكبيرة متقٍ عن الكفر، ومن صدق عليه أنه متقٍ عن الكفر فقد صدق عليه أنه متق، وإذا كان صاحب الكبيرة يصدق عليه أنه متقٍ وجب أن يدخل الجنة، فدلالة الآية على أنّ صاحب الكبيرة يدخلها أولى من أن تدل على أنه لا يدخلها). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أنّ صاحب الكبيرة يدخل الجنة لأن الآية أفادت أن الجنة يدخلها المتقي، وصاحب الكبيرة - عنده - متق عن الكفر فدلَّ على أنه يدخلها.

وممن نصَّ على هذه الدلالة من الآية: الرازي، والألوسي، وغيرهما. (٢)

والصحيح أن لفظ التقوى يراد به: اتقاء عذاب الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه. (٣)


(١) السراج المنير (٢/ ٤٧٧)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٢١/ ٥٥٤)، وروح المعاني (٨/ ٤٣٠).
(٣) ينظر: جامع البيان (١٨/ ٢٢٢).

<<  <   >  >>