للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما في الآخرة فالأشاعرة يوافقون السلف في مرتكب الكبيرة، فيفوضون أمره إلى الله تعالى، إن شاء عذَّبه بعدله، وإن شاء غفر له، فيدخله الجنة بفضله ورحمته، وإن شاء أدخله النار، وعذَّبه بقدر جُرمه، ثم أخرجه منها وأدخله الجنة. وذلك إذا مات المذنب من غير توبة (١).

وبهذا يظهرعدم صحة دلالة هذه الآية على كون صاحب الكبيرة من المتقين، وأما دخوله الجنة فهو تحت المشيئة - كما تقدم - ولا يجب دخولها بدلالة هذه الآية كما استنبطه الخطيب، لكونه حقيقة ليس من المتقين.

قال شيخ الإسلام: «ونصوص الكتاب والسنة، مع اتفاق سلف الأمة وأئمتها متطابقة على أن من أهل الكبائر من يُعذب، وأنه لا يبقى في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.» (٢)، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: إتحاف المريد بجوهرة التوحيد، تعليق الشيخ محمد يوسف الشيخ، ص ١٧٣، والإيمان بين السلف والمتكلمين، لأحمد بن عطية الغامدي (١/ ١٧٣)
(٢) مجموع الفتاوى (١٨/ ١٩١).

<<  <   >  >>