للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفيقول مسلم: إن قطاع الطريق الذين يسفكون دماء الناس، ويأخذون أموالهم، اتقوا الله حق تقاته لكونهم لم يشركوا!، وإن أهل الفواحش وشرب الخمر وظلم الناس اتقوا الله حق تقاته؟

- إلى أن قال رحمه الله -: وبالجملة فكون المتقين هم الأبرار الفاعلون للفرائض، المجتنبون للمحارم، هو من العلم العام الذي يعرفه المسلمون خلفاً عن سلف، والقرآن والأحاديث تقتضي ذلك.» (١)

وأصل الضلال في هذه المسألة كما بينه شيخ الإسلام هو: أن الإيمان إذا ذهب بعضه ذهب كله، لم يبق منه شيء، وهذا هو الأصل الذي تفرعت عنه البدع في الإيمان، فالمرجئة جعلوا أهل الكبائر داخلين في اسم " المتقين " (٢)

والمشهور عن الأشاعرة موافقتهم لسائر المرجئة في مرتكب الكبيرة، وأنه قد يعذبه الله بالنار ثم يدخله الجنة، كما نطقت بذلك الأحاديث الصحيحة، فلم يتنازعوا في حكمه، لكن تنازعوا في اسمه، فالمرجئة ليس لهم مخالفة في مرتكب الكبيرة إلا في الاسم، حيث يجعلونه مؤمنا كامل الإيمان، وإلا فهم يقولون بأن الفاسق مستحق للذَّم والعقاب، ومعرض للوعيد، وأن من أهل القبلة من يدخل النار.

وأهل السنة والجماعة على أنه ناقص الإيمان، والخلاف في ذلك مع الخوارج والمعتزلة، فإنهم يقولون بتخليد أهل النار. (٣)


(١) منهاج السنة النبوية (٥/ ٢٨٨ - ٢٩٢) بتصرف.
(٢) ينظر: متن الطحاوية بتعليق الألباني (١/ ٦٥)، والإيمان لابن تيمية (١/ ١٧٦)
(٣) ينظر: المرجع السابق، والملل والنحل للشهرستاني، ص ٥٣، واعتقاد أئمة السلف أهل الحديث لمحمد الخميس (١/ ١٧٣).

<<  <   >  >>