للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرعون من جُملة مخلوقاته مما يوجب عدم إيثارهم له عليه (١)، وفيه تكذيب لفرعون في دعواه الربوبية.

قال ابن كثير: ({وَالَّذِي فَطَرَنَا} يحتمل أن يكون قسماً، ويحتمل أن يكون معطوفاً على البينات (٢)، يعنون: لا نختارك على فاطرنا وخالقنا الذي أنشأنا من العدم، المبتدئ خلقنا من الطين، فهو المستحق للعبادة والخضوع لا أنت). (٣)

وممن استنبط هذه الإشارة من معنى الآية: أبو حيان، وابن كثير، والنيسابوري، وأبو السعود، والألوسي، والقاسمي، وابن عاشور، وغيرهم. (٤)

قال أبو حيان مؤكداً هذا المعنى: (لمَّا لاحت لهم حجة الله في المعجزة بدؤوا بها، ثم ترقَّوا إلى القادر على خرق العادة وهو الله تعالى، وذكروا وصف الاختراع وهو قولهم {وَالَّذِي فَطَرَنَا} تبييناً لعجز فرعون وتكذيبه في ادعاء ربوبيته وإلاهيته، وهو عاجز عن صرف ذبابة فضلاً عن اختراعها). (٥)

ولعل تأخير {وَالَّذِي فَطَرَنَا} عن {مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} لأن البينات دليل على أن الذي خلقهم أراد منهم الإيمان بموسى ونبذ عبادة غير الله، ولأن فيه


(١) ينظر: إرشاد العقل السليم (٦/ ٢٩)، ومحاسن التأويل (٧/ ١٣٥)
(٢) هذان الوجهان في تفسير الآية ذكرهما الفراء والزجاج. ينظر: معاني القرآن (٢/ ١٨٧)، ومعاني القرآن وإعرابه (٣/ ٣٦٨)
(٣) تفسير القرآن العظيم (٥/ ٣٠٤)
(٤) ينظر: البحر المحيط (٧/ ٣٥٩)، وتفسير القرآن العظيم (٥/ ٣٠٤)، وغرائب القرآن (٤/ ٥٥٨)، وإرشاد العقل السليم (٦/ ٢٩)، وروح المعاني (٨/ ٥٤٣)، ومحاسن التأويل (٧/ ١٣٥)، والتحرير والتنوير (١٦/ ٢٦٦).
(٥) البحر المحيط (٧/ ٣٥٩)

<<  <   >  >>