للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن استنبط هذه الدلالة من الآية، ونصَّ على أن طلب الرياسة في الدين على الندب: الماوردي، والقرطبي، والخازن، وابن عادل، والألوسي، وغيرهم. (١)

وممن نصَّ على الوجوب: الزمخشري، والرازي، والنسفي، والسيوطي، وحقي (٢)، والقاسمي، وغيرهم. (٣)

والحق أن طلب الرئاسة والإمامة مما يختلف حكمه بحسب نية صاحبه وغايته، فقد يُحمد وقد يُذم، والله يعلم المفسد من المصلح.

فأما المفسد الذي يسألها طلباً لعَرَض من الدنيا فلا ينبغي له (٤)، وأما الناصح لله الذي يُحِبُّ أن يُطاع الله فلا يُعصى، وأن تكون كلمته هي العليا، ويكون الدين كله لله، ويحب الإمامة في الدين لأجل أن يكون في أعين الخلق جليلاً مهيباً في قلوبهم، مطاعاً كي يأتموا به، فمِثله لا يضُرُّه طلبها بل يُحمد عليه؛ لأنه داعٍ إلى الله، ويطلب ما يكون عوناً له على ذلك مُوصلاً إليه، بدلالة هذه الآية. (٥)


(١) النكت والعيون (٤/ ١٦١)، والجامع لأحكام القرآن (١٣/ ٨٣)، ولباب التأويل (٣/ ٣٢٠)، واللباب في علوم الكتاب (١٤/ ٥٧٧)، وروح المعاني (١٠/ ٥٢).
(٢) ونسبه إلى القفال، قال حقي: (قال القفال وغيره من المفسرين: في الآية دليل على أن طلب الرياسة في الدين واجب). ينظر: روح البيان (٦/ ٢٥٣)، وغرائب التفسير وعجائب التأويل للكرماني (٢/ ٨٢٤)
(٣) ينظر: الكشاف (٣/ ٢٩٦)، والتفسير الكبير (٢٤/ ٤٨٧)، ومدارك التنزيل (٢/ ٥٥٢)، والإكليل (١/ ١٩٨)، وروح البيان (٦/ ٢٥٣)، ومحاسن التأويل (٧/ ٤٤٥).
(٤) وفيه قال صلى الله عليه وسلم: " ليتمنين أقوام ولوا هذا الأمر أنهم خروا من الثريا وأنهم لم يلوا شيئا " أخرجه أحمد في المسند برقم (١٠٧٣٧) (١٦/ ٤٣٠)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ٩٤٦)
(٥) ينظر: الروح لابن القيم (١/ ٢٥٢)، وزاد المعاد ٣/ ٥٨٢ بتصرف.

<<  <   >  >>