للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتبه ورسله، المستسلمون لربهم، المنيبون إليه. (١)

وعليه ففي الآية إشارة إلى وجود سبل أخرى غير هذا السبيل، وتنبيه للمسلم أن يعرفها ليحذرها فيجتنبها، ويحذر دعاتها، ويُمحص أهل الحق من الباطل من غير التفاتٍ إلى كثرة المقبلين، أو قلة المعرضين، فالحق كما هو معلوم لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق الذي معهم، وكلٌ يؤخذ من قوله ويُردّ إلا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه معصوم، أما غيره فيعتريه من نقص العلم والفهم ما يستوجب عرض قوله على الشرع فما وافق الكتاب والسنة قُبِل وإلا رُد. (٢)

وقد وعدالله أهل المجاهدة بالهداية والإعانة فقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، وهذه إشارة لطيفة (٣)، والله تعالى أعلم.


(١) قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} قيل هو أبو بكر رضي الله تعالى عنه، وقال غير واحد هو: النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون، والظاهر هو العموم. ينظر: تفسير السمعاني (٤/ ٢٣١)، وتفسير القرآن العظيم (٦/ ٣٣٧)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٦٤٨)
(٢) ينظر: الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة لعبد الله بن عبد الحميد الأثري (٢/ ٢١٨)
(٣) لم أقف- فيما اطلعت عليه من كتب التفسير - على من استنبط هذه الدلالة من معنى الآية سوى الخطيب رحمه الله.

<<  <   >  >>