للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فائدة العطف بين صيغتي المضارع، والماضي في هذه الآية:

قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} [لقمان: ٢٩]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (تنبيه: قال تعالى {يُولِجُ} بصيغة المستقبل، وقال في الشمس والقمر {وَسَخَّرَ} بصيغة الماضي؛ لأن إيلاج الليل في النهار أمر يتجدّد كل يوم، وتسخير الشمس والقمر أمر مستمرّ، كما قال تعالى: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: ٣٩].) (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على فائدة بلاغية من سياق الآية، وهي مناسبة العطف بين لفظ «يولج» بصيغة المضارع، و «سخر» بصيغة الماضي، للدلالة على التجدد والحدوث والاستمرار، وذلك أن إيلاج الليل في النهار أمر يتجدّد ويتعاقب كل يوم، أما تسخير الشمس والقمر أمر مستمرّ، وهذه فائدة بلاغية في بيان معاني صيغ الأفعال.

وممن استنبط هذه الفائدة من موضع هذه الآية: الرازي، وابن عادل، وغيرهما. (٢)


(١) السراج المنير (٣/ ١٩٧)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٢٥/ ١٣٠)، اللباب في علوم الكتاب (١٥/ ٤٦٣).

<<  <   >  >>