للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن استنبط هذه الدلالة من معنى الآية: الزمخشري، والرازي، والقرطبي، والبيضاوي، والنسفي، وأبوحيان، والنيسابوري، وأبو السعود، وحقي، والشوكاني، والألوسي، وابن عاشور، وغيرهم. (١)

فذكر سبحانه البركة في الذرية ثم بيَّن أن كون الذرية من هذا العنصر الشريف والمنبت المبارك ليس بنافع لهم، بل إنما ينتفعون بأعمالهم لا بآبائهم، فإن اليهود والنصارى وإن كانوا من ولد إسحاق فقد صاروا إلى ما صاروا إليه من الضلال، والعرب وإن كانوا من ولد إسماعيل فقد ماتوا على الشرك إلا من أنقذه الله بالإسلام.

وهي دلالة قوية صحيحة، كما دلَّت على أن فساد الأعقاب لا يعد نقيصة على الآباء، وإنما يُعاب المرء بسوء فعله، ويعاتب على ما اجترحت يداه، لا على ما وجد من أصله أو فرعه، وأن مناط الفضل هو ما اكتسب المرء من الصالحات، إذ الشرف بالحسب لا بالنسب. (٢)

وهذه إشارة حسنة ومأخذ لطيف من الآية، الله تعالى أعلم.


(١) ينظر: الكشاف (٤/ ٥٩)، والتفسير الكبر (٢٦/ ٣٥١)، والجامع لأحكام القرآن (١٥/ ١٤)، وأنوار التنزيل (٥/ ١٦)، ومدارك التنزيل (٣/ ١٣٤)، ولباب التأويل (٤/ ٢٥)، والبحر المحيط (٩/ ١٢٠)، وغرائب القرآن (٥/ ٥٧٤)، وإرشاد العقل السليم (٧/ ٢٠٢)، وروح البيان (٧/ ٤٧٩)، وفتح القدير (٤/ ٤٦٦)، والتحرير والتنوير (٢٣/ ١٦٢)، وروح المعاني (١٢/ ١٢٧)
(٢) ينظر: فتح القدير (٤/ ٤٦٦)، والتحرير والتنوير (٢٣/ ١٦٢)

<<  <   >  >>