للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النسب ليس له أثر في الهداية والضلال.

قال الله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} [الصافات: ١١٣].

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (وفي ذلك تنبيه على أن النسب لا أثر له في الهدى والضلال، وأن الظلم في أعقابهما لا يعود عليهما بنقيصة وعيب، ولا غير ذلك والله أعلم). (١)

وجه الاستنباط:

أنه لا يلزم من كثرة فضائل الأب فضيلة الابن. (٢)

الدراسة:

استنبط الخطيب - رحمه الله - من الآية دلالتها باللازم على أن النسب لا أثر له في الهدى والضلال، فقد يلد البر الفاجر، والفاجر البر، كما هي إشارة الآية إلى أن ذريةإبراهيم وإسحاق- عليهما السلام - ليس جميعها كحالهما بل هم مختلفون، فمن ذرية إبراهيم أنبياء، وصالحون، ومؤمنون، ومن ذرية إسحاق مثلهم، ومن ذرية إبراهيم من حادوا عن سنن أبيهم، ومن ذرية إسحاق كذلك، ونظيره قوله تعالى: {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٢٤]. (٣)


(١) السراج المنير (٣/ ٤٦٩)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٢٦/ ٣٥١)، ولباب التأويل (٤/ ٢٥)
(٣) ينظر: الكشاف (٤/ ٥٩).

<<  <   >  >>