للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدليل عليها من السنة ما أخرجه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم؛ عربهم وعجمهم؛ إلا بقايا من أهل الكتاب". (١)

وخلاصة القول أن المقت صفة ثابتة لله تبارك وتعالى على الحقيقة، على ما يليق به، ولا تُشبه ما يتصف به المخلوق من ذلك، ولا يلزم منها ما يلزم في المخلوق. فلا يجوز التأويل فيها، ولا يجوز التفويض أيضاً؛ لأن ذلك كله مخالف لصريح النصوص الشرعية الثابتة.

وما عليه مؤولوا هذه الصفات من المعتزلة، ومتأخري الأشاعرة، فهو مخالف لمنهج السلف الصالح، إذ التأويل في باب الصفات من الأمور المبتدعة، لم يقل به أحد من الصحابة، ولا من التابعين، وهو خلاف المعروف المتواتر عن أئمة السنة والحديث (٢). والله تعالى أعلم.


(١) أخرجه مسلم في كتاب الجنة ونعيمها وصفة أهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار (٤/ ٢١٩٧) برقم (٢٨٦٥)
(٢) ينظر: إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لابن جماعه (١/ ٤٧)، ومختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (١/ ٢٨) قال: (تنازع الناس في كثير من الأحكام ولم يتنازعوا في آيات الصفات وأخبارها في موضع واحد، بل اتفق الصحابة والتابعون على إقرارها وإمرارها مع فهم معانيها وإثبات حقائقها.)، وينظر للاستزادة تفصيل الرد عليهم في الاستنباط رقم (٩٧).

<<  <   >  >>