للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تخصيص جزاء المؤمنين العاملين للصالحات بروضات الجنات يدل على أن غيرها من الأماكن في الجنة لغير المذكورين، وغيرهم ليس إلا الذي آمن ولم يعمل صالحا وهو الفاسق. (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن عصاة المؤمنين من أهل الجنة لأنه خصَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم في روضات الجنات، وعليه فالبقاع التي دون تلك الروضات لا بد وأن تكون مخصوصة بمن كان دون الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

وممن استنبط هذه الدلالة موافقاً الخطيب: الرازي، والخازن، والنيسابوري، وغيرهم. (٢)

قال الخازن: (فيه تنبيه على أن الجنة منازل غير الروضات، هي لمن هو دون الذين عملوا الصالحات من أهل القبلة). (٣)

وكما هو معلوم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن أصحاب المعاصي من المسلمين تحت مشيئة الله تعالى يوم القيامة، ولا يخلد أحد منهم في النار. (٤)

قال ابن تيمية: (ومذهب أهل السنة والجماعة أن فساق أهل الملة ليسوا مخلدين في


(١) ينظر: غرائب القرآن للنيسابوري (٦/ ٧٣)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٢٧/ ٥٩٣)، ولباب التأويل (٤/ ٩٧)، وغرائب القرآن (٦/ ٧٣).
(٣) لباب التأويل في معاني التنزيل (٤/ ٩٧).
(٤) ينظر: شرح الطحاوية لابن أبي العز (١/ ٣٥٩)، والقول السديد شرح كتاب التوحيد لابن سعدي (١/ ٩).

<<  <   >  >>