للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الجن.

قال الله تعالى: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: ٣١].

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (في هذه الآية دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثاً إلى الجن، كما كان مبعوثاً إلى الإنس). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب - رحمه الله - من الآية بدلالة النص أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثاً إلى الجن كبعثته إلى الإنس، لأنه دعا الجن إلى الله تعالى، ومنه يُعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثاً إلى الجن أيضاً وهذا من جملة خصائصه، وهو ما عليه الجمهور. (٢)

قال مقاتل: (ولم يبعث الله نبياً إلى الإنس والجن قبله) (٣)، ويدل على قوله ما في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُعطيت خمساً لم يُعطهن أحد قبلي: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود» (٤)، قال مجاهد: الأحمر والأسود: الجن والإنس. (٥)


(١) السراج المنير (٣/ ٧٣٢)
(٢) قال جمهور العلماء: رسل الجن هم من البشر، ولم يبعث إلى الجن رسول منهم. ينظر: فتاوى السبكي (٢/ ٦١٨)، والأشباه والنظائر (٢/ ٣٣٠)، وإيضاح الدلالة في عموم الرسالة لابن تيمية ص ٣
(٣) ينظر: جامع البيان للطبري (٢٢/ ١٤١)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٦/ ٢١٧)
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا» برقم (٥٢١) (١/ ٣٧٠)
(٥) ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٦/ ٢١٧)، والمستدرك على الصحيحين للحاكم، كتاب التفسير سورة سبأ، رقم الحديث (٣٥١٧)، (٢/ ٤٦٠).

<<  <   >  >>