للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: الرازي، والقرطبي، والخازن، وابن كثير، والنيسابوري، وحقي، والقاسمي، وغيرهم. (١)

قال ابن كثير: (فيه دلالة على أنه تعالى أرسل محمدا صلوات الله وسلامه عليه إلى الثقلين الإنس والجن، حيث دعاهم إلى الله، وقرأ عليهم السورة التي فيها خطاب الفريقين، وتكليفهم ووعدهم ووعيدهم، وهي سورة الرحمن؛ ولهذا قال {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ}). (٢)

وأما ما كان من نبي الله سليمان عليه السلام فإنه لم يُبعث إلى الجن بل سُخِّروا له، فكان من خصائص محمد صلى الله عليه وسلم بعثته إلى الثقلين، كما دلَّت عليه هذه الآية، وبه يظهر صحة هذا الاستنباط، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: التفسير الكبير (٢٨/ ٢٩)، والجامع لأحكام القرآن (١٦/ ٢١٧)، ولباب التأويل (٤/ ١٣٧)، وتفسير القرآن العظيم (٧/ ٣٠٣)، وغرائب القرآن (٦/ ١٢٥)، وروح البيان (٨/ ٤٩٠)، ومحاسن التأويل (٨/ ٤٥٨).
(٢) تفسير القرآن العظيم (٧/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>