للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن استنبط وجوب محبتهم من هذه الآية: السمرقندي، والبغوي، والقرطبي، والخازن، وحقي، والشوكاني، وابن عاشور، وغيرهم. (١)

ولاشك أن من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم والاحتجاج بإجماعهم والاقتداء بهم، وحُرمة بغض أحد منهم لما شرَّفهم الله به من الصحبة والجهاد والهجرة، وصبرهم على أذى المشركين والمنافقين.

قال الطحاوي: (ونُحبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نُفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم ونُبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان). (٢)

وقد دلَّت النصوص على وجوب محبتهم رضي الله عنهم أجمعين، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه». (٣)

ويشهد لصحة هذه الدلالة قول الإمام مالك: من كان يُبغض أحداً من


(١) ينظر: تفسير القرآن للسمرقندي (٣/ ٤٢٩)، ومعالم التنزيل (٥/ ٦١)، والجامع لأحكام القرآن (١٨/ ٣٢)، ولباب التأويل (٤/ ٢٧٢)، وروح البيان (٩/ ٤٣٧)، وفتح القدير (٥/ ٢٤٠)، والتحرير والتنوير (٢٨/ ٩٧).
(٢) شرح العقية الطحاوية ص ٤٦٧، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ويتبرؤون من طريقة الروافض والشيعة الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب والخوارج الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل). العقيدة الواسطية: (١/ ١١٩)، وينظر: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام لناصر بن علي عايض (٢/ ٧٥٧).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذا خليلا»، برقم (٣٦٧٣) (٥/ ٨)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم (٢٥٤٠) (٤/ ١٩٦٧).

<<  <   >  >>