للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجوب محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر ١٠]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (هذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة رضى الله تعالى عنهم أجمعين، لأنه جعل لمن بعدهم حظاً في الفيء ما أقاموا على محبتهم وموالاتهم والاستغفار لهم، ومن أبغضهم أو واحداً منهم، أو اعتقد فيهم شراً أنه لا حق له في الفيء). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب - رحمه الله - من الآية دلالتها باللزوم على وجوب محبة الصحابة رضوان الله عليهم، حيث أمر سبحانه التابعين في هذه الآية بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار أن يدعوا الله أن ينزع من قلوبهم الغل للذين آمنوا على الإطلاق، فيدخل في ذلك الصحابة دخولا أولياً لكونهم أشرف المؤمنين، ولأن السياق فيهم. (٢)

وعلى هذا فكل من كان في قلبه غِل على أحد من الصحابة، ولم يترحم على جميعهم، فإنه ليس ممن عناه الله بهذه الآية، لأن الله تعالى رَّتب المؤمنين على ثلاثة منازل: المهاجرين والأنصار والتابعين الموصوفين بما ذُكر، فمن لم يكن من التابعين بهذه الصفة كان خارجاً من أقسام المؤمنين، وليس له في فيء المسلمين نصيب. (٣)


(١) السراج المنير (٤/ ٢٦١).
(٢) ينظر: فتح القدير للشوكاني (٥/ ٢٤٠).
(٣) ينظر: معالم التنزيل للبغوي (٥/ ٦١)، والتحرير والتنوير لابن عاشور (٢٨/ ٩٧).

<<  <   >  >>