للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدلَّ هذا على اشتراط النية في أعمال الطاعات (١)، وهو ما أفادته الآية الكريمة، فلا تصحُّ ولا تُجزئ إلاَّ مقترنةً بالنيَّة، ولا ثوابَ عليها إلاَّ على أساس النيَّة، وهو تنبيه حسن.

وخالف الجصاص في دلالة هذه الآية مشيراً إلى علاقة الإخلاص بالشرك، ونفى تعلقه بالنية. (٢)

والذي يظهر أن الإخلاص متعلق بالنية لما تقدم، وعليه فهذه الآية من الأدلة الدالة على وجوب النية في العبادات، وهو الذي عليه كثيرمن المفسرين (٣)، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: الحاوي الكبير للماوردي (٣/ ١٧٨)، واختلاف الأئمة العلماء لعون الدين ابن هبيرة (١/ ٤٠)، والمغني (١/ ٣٣٦)، وشرح عمدة الفقه لابن تيمية (١/ ١٦٦)، وبستان الأحبار مختصر نيل الأوطار لفيصل بن المبارك (١/ ٦١)
(٢) قال: (قوله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} فيه أمر بإخلاص العبادة له، وهو أن لا يشرك فيها غيره لأن الإخلاص ضد الإشراك وليس له تعلق بالنية لا في وجودها ولا في فقدها، فلا يصح الاستدلال به في إيجاب النية لأنه متى اعتقد الإيمان فقد حصل له الإخلاص في العبادة ونفي الإشراك فيها آخر السورة). أحكام القرآن (٥/ ٣٧٤)
(٣) ينظر: أحكام القرآن للكيا الهراسي (٤/ ٤٣١)، والتفسير الكبير (٣٢/ ٢٤٢)، والجامع لأحكام القرآن (٢٠/ ١٤٤)، والإكليل في استنباط التنزيل (١/ ٢٩٥)، وفتح القدير (٥/ ٥٨٠).

<<  <   >  >>