"أو ليس بعدها طريق أطيب منها؟ ! "، قالت: قلت: بلى، قال:"فهذه بهذه"":
قلت: خرّجه (الهدَّام)(١/ ٢٠٧) عن المرأة، وقال: "رجاله ثقات"! ثم خرّجه من حديث أم سلمة، وقال: "وفيه جهالة، وقال العُقيلي: إسناد صالح جيد".
هكذا قال (الهدَّام)، فعمّى على القراء رأيَه في إسناد الحديث؛ فقال: "رجاله ثقات"، ولم يُصحِّحه ولم يُحسِّنة! وهو يعلم الفرقَ بين هذا وبين ما قال، ولذلك عمّى ولم يبيِّن! وقال في حديث أم سلمة: "فيه جهالة. . . "، ولم يحدّد موقفَه من قول العُقَيلي المذكور، وأعاد قولَه بالجهالة -فيما يأتي (١/ ٢١١) - بلفظ: "يطهِّره ما بعده".
والحقُّ أن إسناد حديث المرأة الأشهلية صحيحٌ، كما كنت قُلْتُهُ في "المشكاة" (١/ ١٥٨/ ٥١٢) "تبَعًا لمن سبقني من الحفاظ، مثل عبد الحق الإشبيلي، والمنذري، كما حقّقته في "صحيح أبي داود".
وإنَّما لم يُصَحِّحه (الهدَّام) لجهله بلقاء (موسى بن عبد اللَّه بن يزيد الخَطْمي) الراوي عن المرأة الأشهلية، مع أنَّهم قد ذكروا له روايةً عن جمع من الصحابة، منهم المرأةُ هذه، وهو ثقةٌ، ولم يُرْمَ بتدليس، فروايته محمولةٌ على الاتصال، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الحديث الذي قبله.
ومع هذا" فيشهد له حديثُ أم سلمةَ الذي جوَّد العقيليُّ إسنادَه، وصحَّحه ابن العربي وابن حجر الهَيْتَمي، وهو مُخَرَّج -أيضًا- في "صحيح أبي داود" (٤٠٩)، وذكرت تحته شاهدًا آخر من حديث أبي هريرة، لكن (الهدَّام) لا يعبأ بالشواهد وتصحيح العلماء ما خَالَفَتْ هواه!
٤٥ - "وقال عبد اللَّه بن مسعود: كنّا لا نتوضأ من موطئ":
قلت: إسناده صحيح، ولكن (الهدَّام) لم يزد في تخريجه إياه على قوله (١/ ٢٠٧):