للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: أنَّه تعمّد -واللَّه أعلم- تحريفَ اسم والد شيخ الطبري؛ إذ هو على الصواب في طبعة "الطبري". (علي بن مسلم الطوسي)؛ وهو ثقةٌ من شيوخ البخاري.

والآخر: أنَّ هذا الراويَ ليس في إسناد حديث ابن سيرين هذا، وإنَّما هو في إسناد سفيان بن حسين الذي بعده! وأمّا حديث ابن سيرين فهو الذي تقدّم بيان صحّته من رواية مسلم والطبري من رواية يحيى بن حبيب.

فتأمّل كم في تخريج هذا (الهدَّام) -على صِغَرِ حجمهِ- من تخليط وتضليل؟ !

١٥٦ - "وقد روى أبو داود في "سننه" عن ابن عُمر، قال: أتى نَفَرٌ من اليهود، فَدَعَوْا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى القُفّ (١)، فأتاهم في بيت المدارس (٢)، فقالوا: يا أبا القاسم! إنَّ رجلًا منا زنى بامرأةٍ فاحْكُم، فوضعوا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وسادةً، فجلس عليها، ثم قال: "ائتوني بالتوراة"، فأُتيَ بها، فنزع الوسادةَ من تحته، ووضع التوراة عليها، ثم قال: "آمنتُ بكِ وبمن أنزلك ثم قال: "ائتوني بأعلمكم"، فأُتي بفتى شاب. . . ثم ذكر قصَّة الرَّجم".

ضعّف إسناده (الهدَّام) (٢/ ٤١٠)، دون أن يبيّن السبب -كعادتهِ! - فرضًا لجهله على قرائه-، وليس في إسناده ما يقتضي إطلاقَ الضعفِ عليه؛ فإِنَّه من رواية هشام بن سَعد، أنَّ زيد بن أسلم حدّثه، عن ابن عُمر؛ ورجاله كلهم


(١) قلت: بضم القاف وتشديد الفاء، اسم وادٍ في المدينة.
(٢) كذا "الأصل" -عنده-! وهو: خَطَأٌ، وهذا مما يدلُّ على إهمال هذا (الهدَّام) للتحقيق الذي يزعمه ويدّعيه؛ والصواب الذي في "سنن أبي داود" -وغيره-: "المِدْراس"، وهو المكان الذي يدرسون فيه.

<<  <   >  >>