٥٣ - "وقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّها ليست بنجس، إنَّها من الطوّافين عليكم والطوّافات"، وكان يُصغي لها الإناء حتى تشرب":
هكذا جزم المؤلف بنسبته إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو الصواب الموافق لتصحيح الحُفَّاظِ إياه، كالبخاري، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبّان، والعُقيلي، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي، وابن عبد البر في "التمهيد"(١/ ٣٢٤)، والنووي، والذهبي -وغيرهم-.
وأمّا (الهدَّام) فقال (١/ ٢٢٧) -بعد أن عزاه لأصحاب "السنن"، وابن حبان من حديث أبي قتادة-:
"وفيه حُميدة بنت عبيد، لم يُوثقِّها غير ابن حبان، وصحَّح الحديث جَمْعٌ، انظر "التلخيص" (١/ ٤١) ".
قلت: قد ذكر له في "التلخيص" طرقًا وشواهد يدلُّ مجموعها على أنَّ للحديث أصلًا أصيلًا، فلا جَرَمَ أنَّه صحّحه من ذكرنا من الحفاظ، وأمَّا (الهدَّام)؛ فترك قُرَّاءه في حيرة؛ فهو مِن جهةٍ أعَلّ الطريق المذكور بـ (حُميدة)، ومن جهةٍ أخرى قال:"صحَّحه جَمْعٌ"، فهو مع من يا ترى؟ ! أظن أنَّه هو في نفسه حيران {. . لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ}! ! لأنَّه لا علم عنده، ولا بصيرة يهتدي بها، وأقلّها أن يتبع {. . . سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}!
والحديث مخرَّج في "الإرواء"(١/ ١٩٢ - ١٩٣)، و"صحيح أبي داود"(٦٨ و ٦٩).
٥٤ - "وقال ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-! قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الماء لا ينجِّسه شيء"؛ رواه الإمام أحمد":