خرَّجه (الهدَّام) من ثمانية مصادر، قال (٢/ ١٦٧): ". . . من طُرُقٍ عن عبد اللَّه بن الديلمي، عن عبد اللَّه بن عمرو، وابن الديلمي ثقة".
كذا قال، ولم يصَحِّحه! معاكسةً منه لمن صحَّحه، كالحاكم، والذّهبي، وابن حبّان، وحسَّنَه التِّرمذي فقصَّر، ومع ذلك لم يقلِّده (الهدَّام)، بينما قَلَّده في إعلال الحديث المتقدم (١٣٦)! !
وفي ظنّي أنَّه إنَّما لم يُصَحِّحه مع توفُّر كل شروط الصحة فيه -لتوهُّمه- لجهله بفقه الحديث - أنَّه يُفيد الجبرَ! وليس كذلك، ولا مجالَ الآن لبيانه، وقد صحَّحه الحافظ في "الفتح"(١١/ ٤٩٢) بإقراره تصحيح ابن حبان إيّاه.
١٤١ - "وصحَّ عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنَّهُ قال: "حُبِّبَ إليَّ من دنياكم: النساء، والطِّيب، وجُعلت قرَّة عيني في الصلاة":
صحَّحه المؤلف -رحمه اللَّه-؛ وهو الصواب.
وأمّا (الهدَّام) فقال (٢/ ١٧١): "حديث منكر، وقد تقدّم".
وكذب في الأمرين؛ فلا هو، تقدّم! -وفي فهرس الكتاب ما أشار إلّا إلى هذا المكان-، ولا الحديث مُنْكَرٌ! ! وقد صحّحه الحاكم، والذهبي، وجوَّد إسنادهَ الحافظُ العراقي في "المغني" (٢/ ٣٠)، وحسَّنه الحافظ ابنُ حَجَر في "التلخيص" (٣/ ١١٦)، وصحَّحه فى "الفتح" (١١/ ٣٤٥)، وهو مخرَّج في "الروض النضير" (رقم ٥٣)، و"الصحيحة" (٣٢٩١).
(تنبيه): اشتهر على الألسنة زيادة لفظة: "ثلاث" في هذا الحديث، وهي مُفسِدةٌ للمعنى -كما هو ظاهر-، وقد جاء ذكرها في الحديث في فهرس الطبعة الأولى من "الإغاثة" (ص ٣٧٩)، والظاهر أنّها قد تكون من محفوظات