نَضْرَةَ، عن أبي سعيد الخُدْري، وهذا إسناد صحيح، وقد صحَّحه جماعةٌ؛ كابن خزيمة، وابن حبّان، والحاكم، والنووي، والذهبي -وغيرهم-، ومع ذلك لم يزد (الهدَّام)، على قوله بعد عزوه لأحمد وأبي داود فقط:
"ورجاله ثقات، قال الحافظ: واختُلف في وصله وإرساله، وَرَجَّح أبو حاتم في "العلل" الموصولَ".
قلت: هذا ما نقله (الهدَّام) فَلِمَ لَمْ يصحّحه؟ !
في ظَنِّي أنَّه لموقفه المعروف من إمام السُّنَّة حماد بن سلمة -كما تقدّم-، مع أنَّ له شاهدين صحيحين؛ أحدهما عن أنس، والآخر من مرسل بكر بن عبد اللَّه المزني، وهو على معرفةٍ بهما من "إرواء الغليل"(١/ ٣١٤ - ٣١٥)، ولكنَّه الكبر، والأنانية، وبَطَرُ الحق!
وهو مخرَّج أيضًا في "صحيح أبي داود"(٦٥٧ و ٦٥٨).
٤٨ - "رخَّص النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للمرأة أن تُرخي ذيلها ذراعًا":
عمَّى -كعادته- حالَ إسناده، وهو صحيحٌ؛ فَلِمَ عَدَلَ عن التصريح إلى التعمية؟ ! ما أظنّ ذلك إلَّا حُبًّا للمشاكسة والمعاكسة! وهو مخرَّج في "الصحيحة"(١٨٦٤).
٤٩ - "وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الأرض كلّها مسجدٌ إلَّا المقبرة والحمام"؛ رواه أهل "السنَّن" إلّا النسائي":
قلت: جاء من طرق عن عَمرو بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْري. . . -مرفوعًا-، وهذا إسنادٌ صحيحٌ، ولذلك جزم المؤلف بنسبته إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ وعليه جميع العلماء المتقدّمين منهم والمتأخرين من أصحاب