حياته وشغلته أهواؤه، عاد أمره إلى الندامة والخسارة":
قلت: علّق عليه (١/ ١١٤) نقلًا عن "الكنز": "أخرجه البيهقي في "الزهد" وابن عساكر ... "، وقال: "وفي إسناده انقطاع".
فيقال فيه نحو ما سبق ذكره تحت الحديث (١٨) فقرة (أولًا) -من حيث عدمُ رجوعهِ للأصول-؛ فقد أخرجه البيهقي في "الزهد" (١٩٢/ ٤٦٢)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٣/ ١٣٥) بسنده عن جعفر بن بَرْقَان، قال:
بلغني أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - كتب إلى بعض عماله ... فذكره، وفيهما "الحسرة" مكان "الخسارة"" وعلى الصواب وقع في "الكنز"، ومع ذلك لم يُنَبّه عليه المحقق، لأنَّ رجوعه إليه ليس للتحقيق، وإنَّما للتخريج، بل للتخريب؛ ما استطاع إليه سبيلًا!
ثم إنَّ قوله. " ... انقطاع" ليس دقيقاً، فالأولى أن يقال:"فيه إعضال" لأنَّ بين جعفر وعمر أكثرَ من واحد، فإنَّه مات سنة (١٥٤)، هذا ما يقتضيه علم مصطلح الحديث، لو كان له معرفةٌ -أو إيمانٌ- به!
٢٤ - "وقال الإمامٍ أحمد: حدثنا محمد بن الحسن بن أنس: حدّثنا منذر، عن وهب، أنَّ رجلا سائحاً عَبدَ الله -عزّ وجلَّ - سبعين سنة ... ":
عزاه (١/ ١٢٥) لأحمد في "الزهد"(ص ٦٩)، وقال:"وفي إسناده ضعف ".
قلت: ولم يبين سبب الضعف -على عادته في تعمية الحقائق -، وليس في الإسناد من يمكن وَضع ضعف فيه إلاّ شيخ أحمد (محمد بن الحسن ... )، وهو مختلف فيه، وقد وثَّقه أبو زرعة، وأحمد بن صالح، وابن حبّان، وقال