وهذا - منه - على ما جرى عليه في كل تخريجاته من إعراضه عن تقوية الضعيف بكثرة طرقه - كما نبَّهت عليه في المقدِّمة -؛ ولذلك سكت عنه الحافظ في "الفتح"(١٠/ ٥٧٨)، واحتج به شيخ الإسلام ابن تيميّة، وجزم - أيضاً - بنسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في "الفتاوى"(٢٠/ ١٢٢) و (٢٨/ ١٣٥)، وأورده عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الشرعية الصغرى"(٢/ ٨١٨) التي خصها بالأحاديث الصحيحة.
والحديث مخرّج في "الصحيحة"(١٠٤٠)، و"الإرواء"(١١٧٨).
٦ - "في "صحيح مسلم" عن صُهيب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"إذا دخل أهل الجنة الجنّة، نادى منادٍ: يا أهل الجنّة! إنَّ لكم موعداً ... فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه"":
قلت: هو من رواية حماد بن سلمة: ثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب.
وقد قال ابن المديني وغيره:"لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة"؛ كما في "السير" للذهبي، وقال (٧/ ٤٤٦):
"ومسلم روى له في الأصول عن ثابت وحميد، لكونه خبيراً بهما".
ولذلك قال الحافظ في "التقريب": "ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت".
قلت: من أجل ذلك كنت صحَّحته في "الظلال"(٤٧٢) وغيره، ولا سيّما تَتَابَعَ حفاظُ الأمّة، وأئمَّةُ الإسلام على تخريج حديثه هذا - مع الإمام مسلم - في كتب الصحاح، والاحتجاج به في كتب السّنة وأصولها، منهم أبو عَوانة، وابن خُزيمة، وابن حِبان في "صِحاحهم"، وصحَّحه البغوي في "شرح السنة"، واحتج به ابن خزيمة في "التوحيد"، واللالَكائي في "أصول الاعتقاد"،