الواضع للفهرس، ومثله يكون -عادةً- من غير العلماء! ولعلَّ (الهدَّام) توهّم ورودها في الحديث، فأنكره! !
١٤٢ - "عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من ابتُلي من هذه القاذورات بشيء، فليستترْ بستر اللَّه؛ فإنّه من يُبدِ لنا صفحتَه نُقِمْ عليه كتاب اللَّه".
جزم به المؤلّف؛ وهو الصواب.
وأعلّه (الهدَّام) بالإرسال، وقال (٢/ ١٨١): "وَرُوي موصولًا، ولا يصحّ"!
كذا قال مخالفًا (السبيلَ) -كعادته-، وقد صحَّحه الحاكمُ، والذهبي، والحافظ، وهو مخّرجٌ في "الصحيحة" (٦٦٣)، وملخّصه:
أنّه رواه جمعٌ من طرق، عن يحيى بن سعيد الأنصاري: حدّثني عبدُ اللَّه ابن دِينار، عن ابن عمر. . . مرفوعًا.
وقال الحاكم:
"صحيحٌ على شرط الشيخين"، ووافقه الذّهبي، وأقرّه الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٤٨٧).
وأزيد هنا فأقول: له شاهدٌ مرسل قويٌّ، رواه مالك (٣/ ٤٣)، ومن طريقه البيهقي (٨/ ٣٢٦، ٣٣٠)، عن زيد بن أسْلَم. . . فذكره مرسلًا، وفيه قصّة.
وزيد بن أسْلَم تابعيٌّ ثقةٌ، فقيهٌ جليلٌ، كثيرُ الرّواية عن عبد اللَّه بن عُمر -رضي اللَّه عنهما- في "الصّحيحين" -وغيرهما-، فلا يَبْعُدُ أن يكون قد تلقّاه عنه، فيكون متابعًا لعبد اللَّه بن دينار.
على أنَّ عبد اللَّه بن دينار من الثقةِ والقوّةِ والحفظِ ما يُغنيه عن متابع، وكذلك يقال في الرّاوي عنه (يحيى بن سعيد الأنصاري).