وهو مخرَّجٌ في "صحيح أبي داود"(٦١)؛ وقد صحّحه -أيضًا- التِّرمذي، وابن خزيمة، وابن حبان -كما تقدم-، وابن الجارود.
ويشهد له حديث أبي سعيد -الآتي بعده مع الرّد على (الهدَّام) -.
٥٥ - "وفي "المسند" و"السنن" عن أبي سعيدٍ، قال: قيل: يا رسول اللَّه! أنتوضّأَ من بئر بُضاعة؟ . . . فقال: "الماء طهور لا ينجِّسه شيء"، قال التِّرمذي: "حديث حسن"، وقال الإمام أحمد: "حديث بئر بُضاعة صحيح"":
قلت: وكذلك صحّحه يحيى بن معين، والنووي، وقال التِّرمذي -عَاقِبَ تحسينه المذكور-:
"وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد".
وأمّا (الهدَّام) فقال (١/ ٢٢٩) -بعد أن عزاه لجمع-:
"وفيه ضَعْفٌ بيّنته في غير هذا الموضع"!
وأقول: ليس فيه إلّا جهالةُ حالِ أحد رواته؛ فيتقوّى بالطرق التي أشار إليها التِّرمذي، وبشواهدَ له خرّجتها في "صحيح أبي داود"(٥٩ و ٦٠)، واحتجّ ببعضها ابن حزم، فانظر "التلخيص الحبير"(١/ ١٢ - ١٤)، و"إرواء الغليل"(١/ ٤٥ - ٤٦).
ولكن (الهدَّام) لا يُقيم وزنًا لما عليه العلماءُ من تقوية الحديث بكثرة الطرق، وهذا من أسباب انحرافه عن {سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}، ومُوافقتهِ لأهل الأهواءِ المُضِلِّين!
٥٦ - "كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يجيبُ من دعاه، فيأكل من طعامه، وأضافه يهودي بخبز شعير، وإهالةٍ سَنِخَة":