خيرًا"، وزاد مسلم -وغيره- عَقِبَ هذا حديثَ الترجمةِ.
ثالثًا: لقد وهم الحافظُ -رحمه اللَّه- في جزمه -في "الفتح" (٥/ ٣٥٠) - بأنَّ هذه الزيادةَ مُدْرَجَةٌ، وفرح بها (الهدَّام)؛ فاتَّخذها تُكَأَة لتضعيفِ الحديثِ! وهو غيرُ معذورٍ -لما تقدم-، بخلاف الحافظِ؛ فإنَّه لم يقف -واللَّه أعلم- على أكثر المتابعات السابقة، وبخاصَّة منها متابعة (عبد الوهاب بن أبي بكر).
وقد قال فيه ابنُ أبي حاتم (٣/ ١/ ٧١) عن أبيه: "هوِ ثقة، ما به بَأْسٌ، هو من قدماء أصحاب الزُّهري، صحيح الحديث، كان وكيلًا للزهري بـ (بَداء شَغْب)؛ وأقرّه الحافظ في "التهذيب".
ولخّص كلامه -في "التقريب"- بقوله:
"وكيل الزهري؛ ثقة".
ولم يتنبّه لوهم الحافظ -هذا- المعلِّقُ على "الإحسان"، فنقله (١٣/ ٤١ - ٤٢) وأقرّه! والمعصوم من عصمه اللَّه -تعالى-.
١١٠ - "دُعي أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- إلى طعام، فقال: إني صائمٌ، ثم رأوه يأكلُ، فقالوا: ألم تقل: إنّي صائم؟ ! فقال: ألم يقُلْ رسىولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدّهر"؟ ! ":
قال (الهدَّام): "أخرجه أحمد (٢/ ٣٨٤ و ٥١٣)؛ ورجاله ثقاتٌ؛ وهو من حديث عبد اللَّه بن عمرو، عند البخاري. . ومسلم. . . ".
قلت: يعني بحديث ابن عمرو المرفوعَ -فقط- من حديث أبي هُريرة، وهذا من عِيِّهِ -أو جهْلِهِ- بفنِّ التخريج، لكنْ في تخريجه لحديث أبي هُريرة مؤاخذتان: