وقد فصَّلتُ القولَ في تضعيف المولى المذكور، ورددتُ على من حسَّن حديثه هذا، وبيَّنتُ أنَّ الصواب صِحَّةُ الجملتين المذكورتين، وخَرَّجت شاهديهما في غير ما كتابٍ من كتبي، مثل "الضعيفة"(٥٢٥)، و"تحذير الساجد"، و"أحكام الجنائز"، و"الإرواء"(٣/ ٢١١ - ٢١٣).
وإن مما يدلُّ الباحثَ على كتمانه للعلم -لإظهار الحديث الصحيح بمظهر الضعيف-: أنَّ من جملة المصادر التي عزا الحديث إليها "سنن ابن ماجه"(١٥٧٥)؛ وليس عنده من الحديث إلّا جملة الزيارة! وهي واقعةٌ عنده بين الشاهدين المشار إليهما (١٥٧٤، ١٥٧٦)!
ومن مصادره "صحيح ابن حبّان" (٣١٧٩ - ٣١٨٠ - "الإحسان")؛ وفيه قبل الرقمين (٣١٧٨) حديثُ أبي هريرة -الشاهد الثاني-؛ فتجاهلهما (الهدَّام) -كما هي عادته-!
وقد صحّح حديثَ أبي هريرة جَمْعٌ؛ منهم الإمام ابن دقيق العيد في "الإلمام"(٢٠٩/ ٥١٤).
٦٧ - "وفي "صحيح البخاري" أنَّ عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- رأى أنس بن مالك يصلّي عند قبر، فقال: القبر القبر! ":
قال (الهدَّام)(١/ ٢٧٢): "أخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقًا: "الفتح" (١/ ٥٢٣) ".
قلت: ما أسرعَه إلى الانتقاد والاعتراض -ولو خِلسةً-! وما أبعدَه عن النصح والإرشاد صراحةً! فإنَّ عزو المؤلف إلى "صحيح البخاري" -وإن كان خطأً اصطلاحًا- ولكنّه صوابٌ من حيث إفادتهُ صِحّة هذا الأثر عملًا؛ وعلى العكس من ذاك تخريج (الهدَّام)؛ فإنَّه من حيث تقييدُه العزوَ إليه -تعليقًا-