الصفحة التي فيها التخريج: تخريجًا لحديثين فقط! فانظر (ص ٣١)، ومَرَّة أخرى كان الفاصل تخريجَ حديثٍ واحد! (ص ٥١).
وأغرب من كلِّ ذلك أنَّه علَّق على حديث:"حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ... " بقوله (ص ١٧١): "حديث منكر، وقد تقدّم"!
والواقع أنَّه لم يتقدّم له ذكرٌ في الكتاب، ولا منه في التعليق، وإنَّما ذلك من أوهامِه التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى؛ إن لم يكن ذلك من باب:(وراء الأكَمَة ما وراءها)!
وإِنَّ مما يؤكد ما قلت؛ أنَّه لما ذكره في فهرس الأحاديث (ص ٤٣٧) لم يعزهُ إلاّ إلى المكان الذي أشرت إليه!
المؤاخذة الثالثة: أنَّه مهما كان قصدُه من قوله: "حديث حسن"، فذلك من جَنَفِهِ على السنة، وجنايته على الأحاديث الصحيحة ورواتها، فإِن حقَّ إسناده المتقدِّم -مني- أن يقول فيه:"إسناده صحيح"، أو على الأقل:"حديث صحيح" أي: لغيره، وذلك لأنَّ رجاله ثقات، رجال مسلم، غير (قيس ابن الحجاج)، فقد ذكره ابن حبّان في "الثقات" وروى عنه جمع كثيرٌ من الثقات (١)، وحسبك منهم: الليث بن سعد -راويه هنا -، وإنْ قال فيه أبو حاتم:"صالح"، فإِنَّه -على تشدُّدِه المعروف - إِنَّما يعني أنَّه حسن الحديث، وأَظنّ أنَّه مقلَّد (الهدَّام) هنا، فلا أقلَّ من تصحيحه لغيره؛ لأنَّ له طرقًا كثيرة أشار إليها الحافظ ابن رجب في "شرح الأربعين"(ص ١٣٣)، وكنت خرَّجت بعضها في "الظلال".