أن يرى موقف الحفاظ من الاضطراب المزعوم، ولكن لم يفعل ذلك؛ لأنَّ هذا ينافي مخطَّطه: وهو (الهَدْم)! وعلى قاعدة: (خالف تُعرف)!
والحقيقة أنَّ الاضطراب الذي تشبَّث به مرجوحٌ- كما كنت قلت في "الإرواء"(١/ ١٣٥)، وشرحت ذلك في "صحيح أبي داود"(١٦٢) -، وخلاصة ذلك أنَّ الاضطراب نسبي غير كُلِّي، أي: بالنسبة لرواية التِّرمذي فقط، ولهذا قال الحافظ في "التلخيص"(١/ ٤٥٤) مستدركًا على الترمذي:
"لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاضطراب".
وبيَّن ذلك أحسن البيان في كتابه الآخر "نتائج الأفكار"(١/ ٢٣٩ - ٢٤١)؛ فلْيراجعه من شاء التوسّع.
وأما (الهدَّام) فلم يفرِّق بين رواية مسلم المحفوظة، ورواية التِّرمذي المضطربة، فإنَّه بعد أن عزَاه لمسلم، وبيّن أنَّه ليس في روايته زيادة:"اللهمّ اجعلني ... "؛ عقَّب عليها بإعلال التِّرمذي بالاضطراب.
ومن تدليسه وخيانته للعلم؛ أنَّه قال عقبه:
"وانظم تحقيق الشيخ أحمد شاكر له في تحقيقه لـ "سنن الترمذي""! وتحقيق الشيخ -رحمه الله - إنما فيه الرد على التِّرمذي في بحث له قيِّم، افتتحه بقوله:"وقد أخطأ التِّرمذي فيما زعم من اضطراب الإسناد ... "، فانظره، فإِنَّه نفيس.
فماذا عسى أن يقولَ القراءُ في هذا (الهدَّام المدلِّس) القلاب للحقائق؟ ! عامله الله بما يستحق!
وأمَّا الزيادة المشار إليها، فهي قويةٌ بما لها من الشواهد، وقد ذكرتُها