للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن تقول: (قد ركب).

فإن جئت بمثل هذا في صلة كلام ووضعته بعد واو الحال، حسن حينئذ وذلك كقولك: (جئته وهو قد ركب) وذلك لأن الحكم يتغير إذا صارت الجملة في مثل هذا الموضع ويصير الأمر بمعرض الشك، لأنه إنما يقول هذا من ظن أن يصادفه في منزله، وأن يصل إليه من قبل أن يركب.

وإذا ما استبطأت إنساناً فقتل: (أتانا والشمس قد طلعت) كان ذلك أبلغ في استبطائك له من أن تقول: (أتانا وقد طلعت الشمس).

فإذا ما أردت وصف إنسان بالعجلة قلت: (أتى والشمس لم تطلع) وكان أقوى في وصفك له بالعجلة والمجيء قبل الوقت الذي ظن أنه يجيء فيه من أن تقول (أتى وولم تطلع الشمس بعد) وهو بعد هذا كلام لا يكاد يجيء إلا نابياً.

فالكلام البليغ في مثل هذا: أن تبدأ بالاسم وتبني الفعل عليه.

فإذا كان الفعل بعد واو الحال مضارعاً لم يصلح إلا مبنياً على اسم، كقولك: (رأيته وهو يكتب) و (دخلت عليه وهو يملي الحديث).

وكقول النابعة الجمدي:

تمززتها والديك يدعو صياحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا

تمزز الشراب: شربه ممصا، وهو يقصد أنه قد شرب الخمر، والمراد