للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا صح ما يقال من أن أبا الطيب لم يكن يعتبرا بالمسك كافوراً أهلاً لمدائحه - وذلك هو ما يغلب على ظننا - وإن مدائحه فيه لم تكن إلا هجاء في صورة مدح، فإن أي اعتراض على مطلعه هذا يكون ساقطاً من أساسه.

[براعة الاستهلال]

وأحسن الابتداءات: ما ناسب الفرض الذي قصد إليه الشاعر بقصيدته، والمعنى الذي تضمنته هذه القصيدة، ويسمى هذا (براعة الاستهلا) كقول أبي تمام يهنئ المعتصم بالله بفتح عمورية - وكان أهل التنجيم قد زعموا أنها لا تفتح في ذلك الوقت: -

السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب.

بيض الصفائح لأسود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب.

وقول أبي محمد الخازن، يهنئ ابن عباد بمولود لبنته:

بشرى، فقد أنجز الإقبال ما وعدا ... وكوكب المجد في أفق العلا صعدا.

ومن ألطف البراعات: براعة مهيار والديلمي، فقد بلغه أنه وشى به إلى ممدوحه، فتنصل عن ذلك بألطف عذر، وأبرزه في معرض النسيب، فقال: