للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فثبوت الفضل والمنة للأعداء أمر ممكن، ولكن الناس لا يعترفون بذلك، ولكن الشاعر لما خالف الناس في هذا، بحث عن علتين طريقتين صوغ بهما هذه المخالفة، وقربها من العقل.

القسم الرابع:

وهو حسن التعليل للوصف غير الثابت الذي أريد إثباته، وكان غير ممكن!

ومثاله قول عبد القاهر الجرجاني - في معنى بيت فارسي:

لو لم تكن فيه الجوزاء خدمته ... لما رأيت عليها عقد منتطق.

فنية الجوزاء خدمة الممدوح صفة غير ثابتة، وممتنعة، لأن النية إنما تكون ممن يعقل، ولكنه أدعى ثبوتها بأنها منتطقة، أي قد رشدت النطاق في وسطها شأن الخدم عادة.

ومنه قول الشاعر:

سألت الندى والجود: مالي أراكما ... تبدلتما ذلاً بعز مؤبد

وما بال ركن المجد أمسى مهدماً ... فقالا: أصبنا بابن يحيى محمد.

فقلت: فهلا متما عند موته ... فقد كنتما عبديه في كل مشهد

فقالا: أقمنا كي نعزي بفقده ... مسافة يوم ثم نتلوه في غد!

فكل ما ذكره الشاعر غير واقع، ولا ممكن الوقوع، وليس له من علة.