للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو غير ذلك، وأن كون المادة الروى هي النون بعد الواو، معلوم من روى الآية السابقة وهي قوله تعالى، {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وإذا كان الغرض من هذه الآية: هو نفس أن يكون من الله تعالى ظلم للعباد، وإثبات ظلمهم لأنفسهم، كان من طبيعة هذا مثل هذا الأسلوب الذي يؤدي به مثل هذا الغرض: أن يدل أوله على آخره، وسابقه على لاحقه: فقد روى أنه لما بلغت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ} قال عبد الله بن أبي سرح: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كذلك أنزلت".

على أن الجاحظ قد أورد قول عبد الله بن المقفع: ليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك، كما أن خير أبيات الشعر: البيت الذي إذا سمعت صدره عرفت قافيته.

وإذا تعلق غرس المتكلم بمثل هذا، كان ما أسموه باسم "الارصاد" من صميم البلاغة، لأنه مما يقتضيه المقام (١).

[٤) المشاكلة]

وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الغير تحقيقاً


(١))) الصبع البديعي ص ٤٧٣.