للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن فاسد هذا النوع: قول أبي الطيب:

لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها سرور محب، أو إساءة مجرم؟

وذلك لأن ضد المحب: هو المبغض، ولكن المجرم قد لا يكون مبغضاً.

وثانيهما: ما يسمى إبهام التضاد: وهو: أن يجمع بين معنيين غير متقابلين، ولكن غير عنهما بلفظين متقابلين في معنييهما الحقيقيين وذلك كقول دعبل الخزاعي:

لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى!

استعار الضحك للمشيب برأسه استعارة تبعية، لظهوره التام برأسه، لأن كلا منهما يشبه الآخر في اللون، وقد طابق بين (ضحك) و (بكى) والضحك - في البيت - لا يضاد البكاء، لأن الضحك في البيت معناه: ظهور الشيب، ولكن المعنيين الحقيقيين متضادان.

وقول أبي تمام - في الشيب -:

له منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنه في القلب أسود أسفع

والأبيض الناصع هو الشديد البياض، والأسود الأسفع هو الأسود إلى حمرة، وقد استعار (الأسود الأسفع) لما يحدثه منظره في نفسه من الهم والحزن، فمعناه الحقيقي هو الذي يقابل ما قبله لا المجازي.