للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوى واختصار.

والرأي الثالث:

أن المبالغة إذا كانت تبليغاً، وإغراقاً، فهي مقبولة، وإن كانت غلواً، فإن جاءت بلفظ يقربها من الصحة والإمكان، بأن جاءت متضمنة تخييلاً حسناً، أو جاءت في معرض الهزل والخلاعة، فهي مقبولة - أيضاً - وإن لم تتضمن شيئاً مما ذكر فهي مردودة.

وهذا هو رأي الكثير من البلاغيين، كأبي هلال العسكري، والخطيب القزويني، وغيرهما.

والمبالغة في الصميم من البلاغة، لأن أكثر الصور البيانية مبنية عليها، كالتشبيه - على حد المبالغة - والاستعارة لأنها مبنية على المبالغة في التشبيه، وكالمجاز بجميع صوره.

[٩) حسن التعليل]

وهو: أن يدعى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي، لا يدركه إلا من له بصر بالتعرف على لطائف المعاني، ودقائقها.

وإنما كان حسناً، لأنه يظهر ما ليس واقعاً متخيلاً كأنه الواقع الحقيقي.