للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما كان هذا النوع اقتضاباً: لأن الإنتقائي فيه من الحمد أو نحوه إلى غيره من غير ملائمة أو مناسبة.

ومنه قول الله تعالى: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ} أي: الأمر هذا، أو: هذا كما ذكر.

وقوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ}.

والموضع الثالث:

الانتهاء، لأنه آخر ما يعيه السمع ويرتسم في النفس ويسمونه: (حسن الانتهاء) فإذا كان مختاراً جيداً، جبر ما قد يكون قد وقع فيه الشاعر من تقصير، وإن كان غير مختار ولا جيد، لم يجبر شيئاً مما وقع فيه الشاعر، بل إنه برما أنسى السامع محاسن القصيدة كلها.

ومن حسن الانتهاء قول أبي نواس:

فبقيت للعلم الذي تهدى له ... وتقاعست عن يومك الأيام

وقول أبي تمام - في خاتمة قصيدة فتح عموريه -:

إن كان بين صروف الدهر من رحم، ... موضولة، أو ذمام غير مقتضب

فبين أيامك اللاتي نصرت بها ... وبين أيام بدر أقرب النسب

أبقت بني الأصفر المراض كاسمهم ... صفرا الوجوه، وجلت أوجه العرب.