للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتشبيه الذاهب على الاستقامة بالسهم السديد.

وكذلك كلي تشبيه يجمع بين شيئين مما يدخل تحت الحواس كتشبيه الذاهب على الاستقامة بالسهم السديد.

وكذلك كلي تشبيه يجمع بين شيئين مما يدخل تحت الحواس كتشبيه بعض الأصوات ببعض، وكتشبيه بعض الفواكه الحلوة بالعسل، وكتشبيه اللين الناعم بالخز، وتشهية رائحة بعض الرياحين ببعض.

وكذلك التشبيه من جهة الغزيرة والطباع والأخلاق داخلة في الغريزة، كتشبيهك الرجل بالأسد في الشجاعة.

فالشبه في كل هذا بين لا يحرى فيه التأول ولا يحتاج إليه.

وأما الضرب الثاني: فهو ما يكون التشبيه فيه محصلاً بضرب من التأول، كقولك: هذه حجة كالشمس في الظهور، فقد شبهت الحجة بالشمس في ظهورها إلا إنك تعلم أن هذا التشبيه لا يتم لك إلا بتأول، وذلك بأن تقول: أن حقيقة ظهور الشمس وغيرها من الأجسام: ألا يكون دونها حجاب ونحوه مما يحول بين العين وبين رؤيتها، والشبهة نظيراً الحجاب فيما يدرك بالعقول، لأنها تمنع القلب رؤية ما هي شبه فيه، كما يمنع الحجاب العين من ترى ما هو من ورائه فإذا ارتفعت الشبهة وحصل العلم بمعنى الكلام الذي هو حجة "على صحة ما أردت من الحكم قيل "هذا ظاهر كالشمس".

وهذا الضرب هو: ما يسميه عبد القاهر باسم التمثيل:

على أن ما طريقه التأول يتفاوت تفاوتاً شديداً: